مراجعة Nothing Phone 3: أول هاتف رائد من الشركة التي غيرت قواعد التصميم

مراجعة Nothing Phone 3: أول هاتف رائد من الشركة التي غيرت قواعد التصميم

منذ خمس سنوات، دخلت شركة Nothing ساحة التقنية بمنتج بسيط: سماعات أذن بتصميم شفاف لافت. ومنذ ذلك الحين، وهي تبني لنفسها مكانة خاصة كعلامة تركز على التصميم والابتكار البصري في عالم الإلكترونيات الاستهلاكية. لكن اليوم، مع إطلاق Nothing Phone 3، تدخل الشركة مرحلة جديدة تمامًا: تقديم هاتف رائد بسعر 799 دولارًا، ينافس بشكل مباشر هواتف عملاقة مثل Galaxy S25 من سامسونج وiPhone 16 من آبل.

مراجعة Nothing Phone 3: أول هاتف رائد من الشركة التي غيرت قواعد التصميم

لماذا تأخرت ناثينغ في دخول سوق الهواتف الرائدة؟

الإجابة بسيطة: لأن تقديم هاتف رائد حقيقي من أصعب ما يمكن لأي شركة جديدة تنفيذه. فبمجرد أن تقرر أن تبيع هاتفًا بهذا السعر، فإنك تدخل حلبة مصارعة مع شركات تملك موارد ضخمة وخبرة سنوات، بالإضافة إلى قاعدة جماهيرية واسعة. والسؤال الآن: هل يستحق Nothing Phone 3 أن يُوضع في هذه المقارنة؟

التصميم: خطوة إلى الخلف أم محاولة جديدة؟

لطالما اشتهرت ناثينغ بتصميماتها الشفافة المبتكرة، لكن في هذا الجيل الجديد، يبدو أن الهوية البصرية تمر بتغيير غير مرحّب به. إذ يشعر الكثير من المستخدمين أن التصميم الحالي يعطي انطباعًا بأنه "نموذج أولي غير مكتمل"، خاصة مع توزيع غير منظم للعناصر الداخلية خلف الغطاء الشفاف، واختلافات بسيطة في محاذاة الكاميرات قد تزعج أصحاب الذوق الدقيق.

من حيث الخامات، اعتمد الهاتف إطارًا من الألومنيوم، وزجاج Gorilla Glass 7i، وهو أقل صلابة من Victus 2 الموجود في هواتف سامسونج الرائدة. ومع ذلك، فإن الهاتف حصل على تصنيف IP68 لمقاومة الماء والغبار، وهو ما يُعتبر خطوة ضرورية لأي هاتف في هذه الفئة.

واحدة من الإضافات المميزة هي ضوء تسجيل يظهر أثناء التصوير أو تسجيل الصوت — فكرة بسيطة لكنها تعزز الخصوصية وتعكس فلسفة ناثينغ في الشفافية الحقيقية.

شاشة خلفية جديدة: Glyph Matrix… ابتكار أم تقليد؟

التغيير الأكبر في التصميم ليس فقط شكليًا، بل وظيفيًا أيضًا. فقد تخلّت ناثينغ عن أشرطة الإضاءة المعروفة باسم Glyph Lights، واستبدلتها بشاشة خلفية مصغّرة تحتوي على 489 نقطة LED تُعرف باسم Glyph Matrix.

رغم أن فكرة الشاشة الخلفية ليست جديدة، فإن ناثينغ حاولت تقديمها بأسلوبها الخاص. يمكن لهذه الشاشة عرض "ألعاب صغيرة" أو أدوات Widgets تفاعلية مثل الساعة، المنبّه، أو مستوى البطارية، وتتم التبديلات بينها عبر زر خفيّ في الجهة الخلفية. كما يمكن للمطورين والمجتمع ابتكار أدوات جديدة لهذه الشاشة، مما يفتح الباب أمام إمكانيات مستقبلية.

لكن في المقابل، يفتقد هذا النظام نفس "الوهج الفريد" الذي منحته أضواء Glyph القديمة. التجربة الآن تبدو أقل تميزًا، وأقرب إلى محاولات تقليدية من شركات أخرى.

أداء محدود ولكن بطارية جبارة

اختارت ناثينغ معالج Snapdragon 8s Gen 4، وهو أقل من معالج Snapdragon 8 Gen 4 Elite الموجود في هواتف سامسونج الرائدة. لا يوجد نظام تبريد متقدم، مما يعني أن الهاتف قد لا يصمد أمام المنافسين في المهام الثقيلة والألعاب المتقدمة. من حيث الأداء، تشير التقديرات إلى أن سامسونج تتفوق بنسبة تصل إلى 40%، وهو فارق كبير.

أما الشاشة، فهي مذهلة من حيث السطوع والدقة، لكنها تعتمد على تقنية LTPS الأقل كفاءة من LTPO، مما يؤثر على استهلاك الطاقة، لأن معدل التحديث لا يمكنه النزول إلى 1 هرتز، كما هو الحال في هواتف سامسونج.

لكن المفاجأة تأتي من البطارية: بسعة 5150mAh، تتفوق على بطارية Galaxy S25 (4000mAh) وتقترب من أداء Galaxy S25 Plus الأغلى سعرًا. الهاتف يدعم شحنًا سريعًا بقدرة 65 واط، متفوقًا على سامسونج (25 واط فقط). وقد أكدت الشركة أن نسخة الهاتف في الهند، التي تعلن عن سعة 5500mAh، هي نفسها، لكن الاختلاف في الإعلان فقط بسبب قيود الشحن الدولية.

واجهة الاستخدام: بسيطة، أنيقة، وخالية من الازدحام

يعمل الهاتف بنظام Nothing OS 3.5، وهو إصدار خفيف ومخصص من أندرويد، يُركز على الجمالية والبساطة، مع غياب شبه تام للتطبيقات المثبتة مسبقًا (Bloatware). واحدة من الميزات الجديدة في هذا الإصدار هي "Essential Search" التي تتيح البحث السريع من خلال شريط بحث ذكي مزوّد بنسخة مصغّرة من Gemini AI للرد السريع على الأسئلة وحل المعادلات.

وعد الشركة بالتحديثات هذه المرة أقوى: 5 سنوات من تحديثات أندرويد و7 سنوات من التحديثات الأمنية، ما يجعل الهاتف خيارًا طويل الأمد.

الكاميرات: نقطة القوة الحقيقية

مراجعة Nothing Phone 3: أول هاتف رائد من الشركة التي غيرت قواعد التصميم

ربما لا يكون التصميم ولا الأداء أبرز ما في هذا الهاتف، لكن الكاميرات قد تكون كذلك. فكل كاميرا في الهاتف الخلفية الثلاثة والأمامية  تأتي بدقة 50 ميغابكسل. وتقدم تجربة تصوير متكاملة، خاصة في التصوير الواسع (Ultra-wide) والمقرب (Telephoto).

ميزة التصوير المقرّب باستخدام كاميرا Telephoto وليس Ultra-wide كما تفعل أغلب الشركات يُعتبر تحسّنًا مهمًا، حيث يتيح التقاط صور ماكرو بجودة أعلى وبمسافة تركيز تصل إلى 10 سم فقط.

هل يستحق Nothing Phone 3 الشراء؟

هاتف Nothing Phone 3 هو تجربة متكاملة ولكنها ليست ثورية. التصميم لم يعد بنفس الجاذبية السابقة، وابتكار Glyph Matrix لم يرتقِ لتوقعات محبي العلامة. الأداء جيد لكنه ليس الأفضل، والشاشة ليست الأفضل تقنيًا رغم جمالها البصري. ومع ذلك، فإن عمر البطارية الطويل، تجربة المستخدم النظيفة، وعدد من مزايا الكاميرا المتقدمة يجعل الهاتف منافسًا قويًا في فئته السعرية.

هل يُعتبر صفقة رابحة؟ ليس تمامًا. لكنه بالتأكيد خيار جدير بالاهتمام لمن يقدّر التجربة البصرية المختلفة، والبرمجيات البسيطة، والكاميرا المتفوقة على كثير من المنافسين.



المقال السابق
لا تعليق
إضافة تعليق
comment url