Nothing Headphones 1: هل يكفي التصميم المذهل لتنافس الكبار؟
التصميم... كما لم تره من قبل
عند النظر لأول مرة إلى Nothing Headphones 1، من المستحيل عدم ملاحظة تصميمها الجريء والغريب. تتوفر السماعات بنسختين: فاتحة وداكنة، وكلاهما يتمتع بنفس الروح المستقبلية التي تعتمد على الشفافية واللمسات الجمالية المستوحاة من أجهزة الكاسيت القديمة.
تبدو السماعات وكأنها مزيج بين التكنولوجيا المتقدمة والحنين إلى الماضي. على جانب كل كوب سماعة، توجد نقاط تميز بصرية مثل النقطة الحمراء لتحديد الاتجاه، والهيكل الشفاف الذي يكشف بعض المكونات الداخلية، مثل البطاريات والسماعات، دون الإخلال بجمالية التصميم.
ورغم غرابة الشكل، إلا أن التصميم يترك انطباعًا جيدًا لدى الكثيرين. إنه يشبه تأثير "سايبرتراك": إما أن تحبه بشدة أو تكرهه بشدة، ولكنك بالتأكيد لن تتجاهله.
تعاون مع شركة KEF الصوتية
من أبرز الأمور التي أثارت الانتباه عند الإعلان عن هذه السماعات هو التعاون مع شركة الصوتيات البريطانية الشهيرة "KEF"، التي تعد من اللاعبين الكبار في عالم الصوتيات عالية الدقة. السؤال الذي طرحه الكثيرون: هل هذا التعاون حقيقي أم مجرد تسويق؟
عند التعمق أكثر، تبيّن أن KEF لديها بالفعل سماعات لاسلكية تحمل اسم Mu7، ما جعل البعض يتساءل إن كانت Nothing قد أعادت تدوير تصميم موجود مسبقًا. لكن بعد تجربة كلا الجهازين، تبيّن أن Nothing Headphones 1 مختلفة كليًا من حيث الهيكل، التصميم، وحتى تجربة الاستخدام، رغم بعض أوجه الشبه في جودة الصوت.
أزرار فعلية بدلًا من التحكم اللمسي
واحدة من أبرز ميزات السماعات هي التخلي عن أنظمة اللمس الحساسة، واستبدالها بأزرار ومفاتيح فعلية تعطي تحكمًا ملموسًا وسهل الاستخدام. يوجد زر تمرير للصوت يعمل كالماوس، يمكن الضغط عليه لتشغيل/إيقاف الصوت أو التنقل بين أوضاع إلغاء الضوضاء.
أسفل هذا الزر، هناك مفتاح آخر للانتقال بين المقاطع الصوتية، ويعمل مع تطبيقات معينة مثل Spotify وApple Music لتمرير أو إرجاع المقطع. كما تحتوي السماعات على زر لتفعيل المساعد الصوتي، وقابس USB-C، ومدخل سماعة 3.5 ملم، وزر داخلي للاقتران عبر البلوتوث.
جودة التصنيع والراحة
من ناحية البنية، تبدو السماعات متينة وفاخرة، مع استخدام مزيج من المعدن والبلاستيك لتوفير الصلابة دون زيادة الوزن. الأكواب مرنة، ومبطنة بشكل جيد، ما يجعلها مريحة للاستخدام الطويل. وفي تجربة فعلية استمرت لثماني ساعات خلال رحلات جوية، أثبتت السماعات قدرتها على توفير تجربة مريحة دون الحاجة لإعادة الشحن، حيث تدوم بطاريتها حتى 35 ساعة، وهو رقم مقبول جدًا في هذه الفئة.
لكن هناك نقطة سلبية: السماعات لا تُطوى، ما يجعل حقيبة النقل الخاصة بها كبيرة بعض الشيء، كما أن سحاب الحقيبة يبدو رخيصًا وغير مريح، خاصة عند المقارنة مع سماعات سوني التي تقدم حافظة مغناطيسية أنيقة.
تجربة الصوت
بالانتقال إلى جودة الصوت، تقدم السماعات أداءً ممتازًا ضمن فئتها السعرية. العزل السلبي رائع بفضل وسائد الأذن السميكة، ومع تفعيل خاصية إلغاء الضوضاء، يمكن للمستخدم الاستمتاع بتجربة استماع نقية ومركزة. صحيح أن إلغاء الضوضاء ليس على مستوى سماعات Sony XM6 – حيث لا يزال بإمكانك سماع ضجيج الطائرة مثلاً – لكنه يظل قويًا، ويمنح السماعات تقييمًا جيدًا جدًا (B+ مقابل A+ لسوني).
أما وضع الشفافية، فهو وظيفي لكنه لا يصل إلى سلاسة AirPods Max أو سوني، حيث يبدو صوت المستخدم نفسه مكتومًا قليلًا، ما قد يدفعك إلى خلع السماعات عند الحديث.
لكن عند الحديث عن جودة الصوت من حيث النقاء والتوازن، فالسماعات تقدم تجربة ممتازة. الصوت واضح، منسجم، مع نطاق جيد بين الترددات المنخفضة والعالية، دون تشويه حتى في المستويات المرتفعة. ورغم أن المسرح الصوتي ليس واسعًا جدًا، إلا أن هذا قد يروق للبعض الذين يفضلون صوتًا أكثر تركيزًا.
التطبيق المرافق: تحكم كامل
يوفر تطبيق Nothing المرافق للسماعات تحكمًا متقدمًا بتجربة الصوت. يمكن من خلاله تعديل وظائف الأزرار، تغيير مستوى إلغاء الضوضاء، والاتصال بجهازين في الوقت نفسه. كما يتيح تعديل الصوت باستخدام معادل صوت (EQ) مخصص يمكن تخصيصه بالكامل، لتلائم تفضيلات المستخدم الدقيقة.
هل تستحق الشراء؟
Nothing Headphones 1 تقدم مزيجًا نادرًا من التصميم الجذاب والأداء المتوازن. هل هي أفضل سماعات في السوق؟ لا. سماعات Sony XM6 ما تزال تتفوق من حيث الجودة الكلية. لكن هل تستحق سماعات Nothing اهتمامك؟ بالتأكيد.
فبمبلغ 300 دولار، تحصل على تصميم فريد، أزرار تحكم عملية، جودة تصنيع ممتازة، صوت قوي، وتطبيق غني بالمزايا. وإذا لم تكن بحاجة لأقصى مستوى من إلغاء الضوضاء أو أفضل حقيبة سفر، فإنها صفقة ممتازة في 2025.