مقارنة حصرية بين ChatGPT-5 وChatGPT-4 — من هو الأفضل؟
في عالم الذكاء الاصطناعي المتطور بسرعة، لم تتوقف شركة OpenAI عن تحسين نموذجها الشهير ChatGPT، واليوم نلقي نظرة معمقة على الإصدار الأحدث ChatGPT-5، الذي أصبح متاحًا للجميع، حتى للمستخدمين المجانيين، كالنموذج الافتراضي الأساسي. فما الذي يجعل هذا الإصدار مختلفًا؟ وكيف يقارن بالإصدارات السابقة؟ وهل فعلاً يستحق الترقية؟ هذا المقال سيجيب على كل تلك التساؤلات من خلال اختبارات عملية وتجارب حقيقية.
أولاً: الأداء والسرعة – خطوة واضحة إلى الأمام
من أول الأشياء التي ستلاحظها عند استخدام ChatGPT-5 هي السرعة الملحوظة في معالجة الاستفسارات. فقد قمت بتجربة على جهاز لابتوب يحتوي على الإصدار السابق GPT-4.0، وقارنت بين سرعة استجابة كلا النموذجين في أسئلة بسيطة.
-
سؤال: كم عدد حلقات زحل؟
-
GPT-5: استغرق 3.1 ثانية
-
GPT-4.0: استغرق 6.5 ثانية
-
-
سؤال: كم عدد موديلات الآيفون التي أطلقتها آبل؟
-
GPT-5: اسغرق 8.3 ثانية
-
GPT-4.0: استغرق 11.2 ثانية
-
-
سؤال: كم عدد التركيبات الممكنة لأنواع البوكيمون؟
-
GPT-5:استغرق 5 ثواني
-
GPT-4.0: استغرق11 ثانية
-
النتيجة؟ في الأسئلة البسيطة، يتفوق GPT-5 بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% من حيث السرعة مقارنة بالإصدار السابق، ما يجعل تجربة الاستخدام أكثر سلاسة خاصة عند الاستفسارات السريعة.
ثانياً: دمج جميع القدرات في نموذج واحد – سهولة وذكاء في الاختيار
واحدة من أكثر المشاكل التي واجهها المستخدمون في الأجيال السابقة كانت تعقيد اختيار النموذج المناسب داخل تطبيق ChatGPT. فمثلاً، كان على المستخدمين اختيار ما بين GPT-4.0، GPT-3.5، GPT-3.5 Pro، GPT-4 Mini، GPT-4 Mini High وغيرها من النماذج، كل واحد منها يتميز بقدرات مختلفة على حسب نوع المهمة المطلوبة.
هذا التنوع، رغم فوائده التقنية، كان مربكًا للغاية للمستخدم العادي، الذي لا يعرف كيف يختار النموذج المناسب لكل سؤال أو مهمة.
الآن، مع GPT-5، تم دمج كل القدرات المتخصصة في نموذج عام واحد ذكي قادر على تقدير مستوى تعقيد السؤال أو المهمة واختيار الطريقة الأنسب لمعالجتها من دون تدخل المستخدم.
مثلاً:
-
في الأسئلة السهلة والبسيطة، يستجيب بسرعة باستخدام نماذج خفيفة.
-
أما في المهام المعقدة التي تتطلب تفكير أعمق، فيمنحها وقتًا أطول ويحسن من جودة الإجابة تلقائيًا.
ثالثاً: التجارب العملية – من ألعاب Tetris إلى شطرنج بوكيمون
لنعرف مدى قوة GPT-5 في المهام البرمجية، قمت بعدة اختبارات على نماذج مختلفة:
1. طلب إنشاء لعبة Tetris على واجهة Canvas
-
GPT-4.0:
أنتج كود لعبة بسيطة جدًا في 57 ثانية، حوالي 200 سطر برمجي. -
GPT-4 Mini High:
أنجز المهمة في 14 ثانية تقريبًا، نفس اللعبة لكن بشكل أسرع بكثير. -
GPT-5:
استغرق 19 ثانية، لكنه أنتج لعبة أكثر تعقيدًا واحترافية: تحتوي على تقسيمات داخل القطع، نظام تسجيل نقاط، مستويات، عرض القطعة القادمة، وأزرار تحكم في الأسفل.
النتيجة: GPT-5 ليس الأسرع فقط، بل يقدم جودة وتعقيد أعلى من سابقه، ويظهر "ذكاء" في دمج الميزات بشكل تلقائي دون الحاجة إلى توجيه مباشر.
2. لعبة شطرنج بقطع بوكيمون مع رسوم من الإنترنت
تم تجربة الأمر على GPT-4 Mini High وGPT-5.
-
GPT-4 Mini High واجه مشاكل عدة وأخطاء برمجية متكررة، حيث لم تعمل اللعبة بشكل صحيح عند محاولة تحريك القطع، رغم محاولة إصلاح الأخطاء عدة مرات.
-
GPT-5، بالرغم من أنه استغرق وقتًا أطول في المعالجة (ثلاثة أضعاف الوقت تقريبًا)، أنتج لعبة شطرنج ذات طابع بوكيمون مع رسومات ملائمة، نظام نقاط متقدم، وميزات إضافية مثل إبراز الحركات القانونية، وتحديد الدور الحالي للاعب.
هذه التجربة تثبت أن GPT-5 قادر على التعامل مع المهام المعقدة بذكاء أعلى وتحسين جودة المنتج النهائي.
رابعاً: هل تحسّن دقة المعلومات وتراجع "الهلوسة"؟
إحدى أكبر الانتقادات التي تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي هي ما يُعرف بـ "الهلوسة" (Hallucination)، حيث يقدم النموذج إجابات خاطئة بثقة عالية.
تم اختبار GPT-5 في تقديم معلومات حول منتجات تكنولوجية من علامات تجارية متخصصة في الطعام، وكانت الإجابات لا تزال تحتوي على معلومات خاطئة أو مُختلقة مثل "هاتف McDonald's مع T-Mobile" أو "جهاز ألعاب من KFC" وهي غير موجودة في الواقع.
هذا يدل على أن مشكلة الهلوسة لم تُحل بشكل كامل بعد، رغم جهود تحسين النموذج عبر:
-
استخدام أجهزة أكثر قوة لمعالجة المعلومات
-
دمج تعليقات المستخدمين لتحسين الجودة
-
تطوير معايير تقييم أفضل للنماذج
خامساً: القدرات الإبداعية في الكتابة والتوليد النصي
تم اختبار GPT-5 في مهام إبداعية مثل كتابة نصوص فيديو يوتيوب أو تصميم صور مصغرة (Thumbnails).
-
في كتابة النصوص، ظهر GPT-5 بمستوى متقدم في استخدام الأسلوب الإنساني واللمسات الإبداعية، متجنبًا الأسلوب الروبوتي الذي كان شائعًا في النماذج السابقة. على سبيل المثال، عند كتابة سيناريو قصير عن فشل نظام ويندوز فون، كان النص غنيًا بالاستعارات والشرح المبسط، إلى جانب ملاحظات توجيهية للفيديو.
-
أما في توليد الصور المصغرة، فقد وجد أن GPT-5 لا يزال أقل جودة مقارنة بالإصدارات السابقة، خصوصًا في اختيار التكوين والأبعاد الصحيحة للصورة.
سادساً: القيود الحالية وسعر الاستخدام
-
GPT-5 أصبح هو النموذج الافتراضي المتاح لكل المستخدمين، حتى المجانيين.
-
هناك حد يومي للطلبات للمستخدم المجاني (حوالي 8 إلى 10 طلبات في اليوم باستخدام النسخة الكاملة من GPT-5).
-
بعد تجاوز الحد، يتم التحويل إلى نسخة أخف (GPT-5 Mini) التي ما تزال أفضل من الأجيال السابقة لكنها أقل قدرة.
-
سعر الاشتراك الشهري لم يتغير، ويوفر إمكانية الوصول الكامل إلى كل القدرات الجديدة.
هل يستحق GPT-5 الانتقال إليه؟
الإجابة هي نعم، خاصة لمن يستخدمون الذكاء الاصطناعي في مهام معقدة مثل البرمجة، أو الذين يفضلون تجربة أسرع وأكثر ذكاءً بلا تعقيد اختيار النماذج المختلفة. GPT-5 يجمع كل الإمكانيات في نموذج واحد، مما يسهل الاستخدام ويوفر جودة أفضل في الكثير من الحالات.
لكن، لا يزال أمام GPT-5 مجال لتحسين الدقة في المعلومات التي يقدمها وتقليل نسبة الهلوسة، كما أن جودة بعض الاستخدامات الإبداعية كالصور المصغرة تحتاج إلى تطوير أكبر.
في النهاية، GPT-5 خطوة هامة نحو تجربة ذكاء اصطناعي أكثر تكاملاً وذكاءً، ويجدر بكل مستخدم تجربة هذا الإصدار ليشعر بالفارق الكبير الذي حققه.